أصول الريادة الحضارية
استطاع الشيخ زايد- طيّب الله ثراه- أن يحلّ المعادلة الصعبة التي تحتّم الجمع بين الأصالة والمعاصرة، بفضل الرؤية الثاقبة والخيال الخصب الذي منحه القدرة على تحليل مكوّنات الواقع وحقائقه، ثم الانطلاق إلى آفاق المستقبل. وقد تمثّلت الثوابت عند الشيخ زايد مستنداً إلى قيم الدين الحنيف والمُثُل الإنسانية العليا والأخلاقيات التي من دونها يتحوّل المجتمع إلى غابة.
وقد تمثّلت الريادة الحضارية للشيخ زايد في الأساليب الاستراتيجية التي اتّبعها لتحقيق إنجازاته الوطنية، مثل إقامة "اتحاد الإمارات العربية". وأيّ باحث يتصدّى لدراسة معنى القرارات الكبرى التي اتّخذها الشيخ زايد سيجد أن الرابط المشترك بينها هو تحرير الإرادة الوطنية، ووضع مصير الوطن في أيدي أبنائه، والحرص على مقوّمات الشخصية القومية، وذلك باعتماد تجربة حضارية لم تتوانَ عن الاستفادة من شتّى التجارب والخبرات التي تصلح لتقدّم الوطن، والرفض المطلق لتجميد هذه التجربة الحية في قوالب صمّاء.
الشيخ زايدُ بْنُ سُلْطَاْنَ آَلِ نْهَيَّاْنَ