فتح مركز أبوظبي للغة العربية باب التسجيل للدورة الثالثة من "جائزة كنز الجيل" من شهر ديسمبر وحتى 31 مارس 2024. وجاء الإعلان عقب اختتام الجائزة حفلها السنوي لتكريم الفائزين في دورتها الثانية تحت رعاية سمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة العين. باتت كنز الجيل محطة ثقافية متميزة ينتظرها شعراء الشعر النبطي، وأصحاب الدراسات والبحوث الفلكلورية والترجمة والفنون التشكيلية، لإبراز مساهماتهم الرائدة في إحياء التراث الثقافي الغني، والمتنوع، وعرض إبداعاتهم الأدبية التراثية. وتستقبل الجائزة المشاركات، ويمكن للراغبين الاطلاع على شروطها و تقديم طلباتهم عبر الموقع الإلكتروني في فروعها الستة التي تشمل المجاراة الشعرية، والفنون، والدراسات والبحوث، والإصدارات الشعرية، والترجمة، والشخصية الإبداعية.
وحول الموضوع قال سعادة الدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبوظبي للغة العربية: “إن إطلاق الدورة الثالثة من جائزة "كنز الجيل" يأتي انطلاقاً من النجاح الكبير الذي حققته خلال دوراتها السابقة، وجدارتها في تعزيز ثقافة الانتماء لدى الأجيال الجديدة، حيث تستمد غناها من الإضاءة على خصوصية الإرث والمخزون الأدبي والثقافي الغني للمغفور له الشيخ زائد بن سلطان آل نهيان، وإحياء هذا الموروث وما يحمله من إلهام للأجيال الجديدة".
وأكد سعادته “أن "كنز الجيل" باتت تشكل علامة مميزة في المجال الثقافي والأدبي على مستوى المنطقة، ومنارة تستقطب أبرز الإبداعات الشعرية والأدبية لنخبة المهتمين والأدباء، كما تُسهم الجائزة بتحقيق أهداف المركز الاستراتيجية لتعزيز اللغة العربية عبر رفد المشهد الثقافي بإنتاجات نوعبه بمختلف مجالات الأدب، ودعم جهود الإبداع والتأليف والترجمة من مختلف أنحاء العالم، وقد أصبحت الجائزة ملتقى ثقافياً غنياً يجمع أركان الشعر والتراث ضمن تظاهرة ثقافية مهمة تُذكرنا بليالي الشعر التراثية الكبرى، وروائع المجاراة في العصور الذهبية للشعر العربي الأصيل".
وتستلهم جائزة "كنز الجيل" أهدافها من أشعار الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، سعياً إلى إعلاء مكانة الشعر بوصفه مرآة للمجتمع ولما تُجسده أشعاره من مكانة في الإبداع الإماراتي والعربي، وتهدف لتوسيع الاهتمام بالشعر النبطي، لارتباطه بالوجدان العربي، وتكريم التجارب الشعرية المتميزة، ونشرها والتعريف بأصحابها، وترسيخ شعر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وما فيه من قيم جمالية وإنسانية في الوجدان الإماراتي والعربي وتسليط الأضواء عليه من وجهة نظر مختلف الفنون لرفد موسوعة الشيخ زايد الشعرية.
كما تشمل أهداف الجائزة، حماية فنون التراث الشعبي لتعزيز هوية الأجيال عن طريق ربطها بشعرها وثقافتها وتراثها، والاهتمام بالفنون ذات الصلة الوثيقة بفن الشعر النبطي وباللغة العربية بوصفها وعاءً حضارياً للشعر، وبحقول الموسيقى والغناء الشعبي والرسم والخط العربي، وتكريم المبدعين والنُقاد والدارسين الجادين ونشر أعمالهم والتعريف بهم، وترجمة شعر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى اللغات الحية بالإضافة إلى ترجمة النصوص الشعرية النبطية المؤثرة والملهمة، ما يلتقي مع أهداف مركز أبوظبي للغة العربية.
وتتضمن شروط المشاركة في الجائزة جملة من المعايير التي تزيد من تنافسيتها، عبر تبنيها معايير محددة للنصوص والدراسات المشاركة، وآلية تقييم عادلة، وموثوقية كبيرة لدى المشاركين، وتشمل الشروط ترشيح فئة "الشخصية الإبداعية" عبر إحدى المؤسّسات الأكاديمية والبحثية والثقافية واللجنة العليا للجائزة، بينما يحقّ الترشّح لأفرع الجائزة الخمسة الباقية لكل من المبدع شخصياً، والاتحادات الأدبية، والمؤسّسات الثقافية، والجامعات، ودور النشر.
وشمل الشروط أن يكون المرشّح قد قدّم مساهمة فاعلة في إثراء الحركة الشعرية أو النقدية أو الفنية المحلية والعربية وتنميتها، وأن تحقّق الأعمال المرشّحة درجة كبيرة من الأصالة والابتكار، وتمثّل إضافة حقيقية إلى الثقافة والمعرفة الإنسانية، إضافة لاحتواء العمل المقدّم المنشور على ترقيم دولي (ISBN تدمك/ ردمك) لضمان حقوق الملكية، وأن تعود أحقيتها للجائزة.
ويحقّ للمرشّح التقدّم بعمل واحد لأحد فروع الجائزة، وأن تكون الأعمال المرشحة غير مشاركة في أية مسابقة أو جائزة أخرى خلال العام نفسه، وأن تكون مكتوبة باللغة العربية، باستثناء فرع " الترجمة" و"الدراسات والبحوث" و"الشخصية الإبداعية"، كما يحقّ للجائزة نشر الأعمال المتقدّمة وفق ما تراه مناسباً، ويمكن للمبدعين التقدّم لفرع الفنون بحسب نوع الفنّ الذي تقرّه اللجنة في كل دورة، وهو الخط العربي في هذه الدورة على أن يوظف الفنان قصيدة (يا ذا الشباب الي غِطاريف) للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" في بناء اللوحة ا الفنية لتي يصنعها من خلال دمجها في مع الخط العربي. ويحقّ للفائز التقدّم للجائزة مرة أخرى بعد مرور 5 سنوات على الفوز.
تُمنح جائزة فرع "المجاراة الشعرية" للقصيدة التي تتميّز بقدرتها على مجاراة قصيدة (يا ذا الشباب الي غِطاريف) للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، أما "الشخصية الإبداعية"، فسيتم منحها لإحدى الشخصيات أو المؤسسات التي قدّمت إسهامات إبداعية بارزة وفاعلة في الشعر النبطي ودراساته، وفي مجالات الموسيقى والغناء والرسم والخط العربي.
فيما تُمنح جائزة فرع "الفنون"، لعمل فني يستخدم الأدوات البصرية والتقنية في قراءة وأداء وتجسيد شعر الشيخ زايد والشعر النبطي، كالخط العربي، أوالفن التشكيلي، أما جائزة الفرع الرابع "الدراسات والبحوث"، فتُمنح للدراسات الخاصة بالشعر النبطي المنشورة، على أن تتناول أساليب هذا الشعر ومضمونه ومعجمه بأسلوب علمي ومقاربة بحثية جادّة.
وتُمنح جائزة الفرع الخامس، "الإصدارات الشعرية"، لديوان شعري نبطي يتمتّع بالأصالة، شكلاً ومضموناً، أما جائزة الترجمة "الفرع السادس والأخير"، فتُمنح لقصائد وأبيات من شعر الشيخ زايد مترجمة إلى إحدى اللغات الحية ضمن آلية تقررها اللجنة العليا للجائزة، أو يكرم عمل قدم خدمة كبيرة في نقل وترجمة الشعر العربي الى اللغات الأخرى.
وكان المركز قد كرم مؤخراً الفائزين بالنسخة الثانية من الجائزة التي بلغت القيمة الإجمالية لجوائزها المقدمة 1.5 مليون درهم إماراتي وشهدت مشاركات متميزة من مختلف دول العالم. حيث حصد الشاعر والإعلامي علي عسيري المشهور بـــــــ (علي السبعان) من السعودية، جائزة فرع "المجاراة الشعرية" عن قصيدته "قدوة الشعّار"، فيما نال جائزة فرع "الإصدارات الشعرية" الدكتور عبد الله بلحيف النعيمي من الإمارات عن ديوانه "عشق يتجدّد"، وحصد جائزة فرع "الفنون" الفنان منتصر فتحي الحمدان من الأردن عن لوحته الفنية التي حملت عنوان "فيها زهت الأنوار". وحصل الدكتور عبد الله مانع غليس من الكويت على جائزة فرع "الدراسات والبحوث"، عن كتابه "المرجع الوافي في الأوزان والقوافي للشعر الفصيح والنبطي". فيما نال الشاعر سيف السعدي من الإمارات لقب "الشخصية الإبداعية"، حيث يُعد من أبرز الشعراء على الساحة الخليجية، وتمتاز قصائده بعمق المعنى وتركيزه على المفردة المحلية وصوره الشعرية المتفردة.
Video Description here