من قلب الصحراء، بأصالتها وثرائها الإنساني والحضاري، ومن ثنايا تاريخ حافل بالعمل الدؤوب وروح المثابرة، تجلت تجربة الأب المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في الحكم، ليقود أهل هذه الأرض الطيبة نحو آفاق غير مسبوقة من التنمية والتقدم، حتى بلغت الإمارات أوج الازدهار الذي تتمتع بها اليوم. وفي خضم هذه المرحلة التي سابقت الزمن في بناء أركان الدولة، وإرساء أسس متينة لمشاريع التحديث فيها، ظل الشيخ زايد بحكمته وتواضعه الفذ، قريباً من الناس، فجسد أحلامهم ووسع آفاقهم، وبرع في تحقيق رفاهية مجتمع الإمارات العربية المتحدة، وتوفير الحياة الكريمة لكل فرد من أفراده. إن هذه الأشعار الفريدة للشيخ زايد، هي مرآة صادقة لشخصيته وحكمته، وتجسد عمق رؤيته للإمارات وشعبها، وإيمانه بالعمل والعطاء والإنسانية، وهي تضم روائع شعرية في الحب الإنساني السامي، وفي عشق الإمارات بوصفها مستقر أهلها المضياف، والمنبع الذي تتدفق منه قيمه وتطلعاته وأحلامه. وإذ نقدم هذه الأشعار بالعربية والإنجليزية، كمرحلة أولى تليها ترجمات عدة إلى لغات أخرى، فإننا واثقون من أنها تقدم إضاءة مميزة على الإرث الشعري والإنساني للشيخ زايد، وتشكل ذخيرة نفيسة للأجيال القادمة، تستكشف عبرها ثراء الثقافة الإماراتية وجمال لهجتها وصلتها الوطيدة باللغة العربية.
محمد خليفة المبارك
Video Description here